أنواع الدهون في جسم الإنسان: دليلك لفهم أنواعها وتأثيرها

تعتبر الدهون جزءاً لا يتجزأ من جسم الإنسان، فهي مكان تخزين الطاقة، تساعد في حماية الأعضاء، و تدعم إنتاج الهرمونات في الجسم. لكن ليست كل الدهون متساوية في الفائدة وبعضها قد يهدد الصحة إذا تراكم بشكل زائد.

في هذا المقال، سنكتشف أنواع الدهون في الجسم، نوضح الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول ونحدد أخطر أنواع الدهون في الجسم. ونشرح كيفية معرفة توزيع الدهون في جسمك وأساليب التخلص من الدهون الضارة 

 

ما هي أنواع الدهون في الجسم؟

تختلف أنواع الدهون في الجسم بناءً على موقعها ووظيفتها، ولكل نوع دور يُميزه. الأنواع الرئيسية للدهون في جسم الإنسان:

  • الدهون الأساسية: تُوجد في الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب، وهي ضرورية لتكوين أغشية الخلايا وإنتاج الهرمونات.
  • دهون تحت الجلد: تتراكم تحت الجلد مباشرة، تُعمل كعازل حراري، وتُخزن الطاقة للاستخدام لاحقاً.
  • الدهون الحشوية: تُحيط بالأعضاء الداخلية مثل الكبد والمعدة، وقد تُسبب مشكلات صحية إذا زادت.
  • الدهون البنية: تُوجد بكميات قليلة، خاصة عند الرضع، وتُساعد في توليد الحرارة لتنظيم درجة حرارة الجسم.

فهم هذه الأنواع يُساعدنا على الانتقال إلى سؤال مهم: ما الفرق بين الدهون التي تُشكل الطاقة والتي تؤثر على صحة الشرايين؟

 

ما الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول

غالباً ما يتم الخلط بين الدهون الثلاثية والكوليسترول، لكنهما يختلفان في التركيب والوظيفة. لنوضح الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول:

  • الدهون الثلاثية: تتكون من غليسرول وثلاثة أحماض دهنية، تُخزن الطاقة في الجسم، وتُوجد في الدم. ارتفاع مستوياتها قد يزيد من مخاطر أمراض القلب.
  • الكوليسترول: مادة شمعية يُنتجها الكبد، تُستخدم لبناء الخلايا والهرمونات مثل التستوستيرون. يُنقل عبر البروتينات الدهنية (LDL "الضار"  و HDL "النافع")، وارتفاع LDL قد يُسبب تصلب الشرايين.

معرفة هذا الفرق تُمهد الطريق لتحديد أي الدهون تُشكل خطراً حقيقياً على الصحة.

انواع الدهون في جسم الانسان

 

أخطر أنواع الدهون في الجسم: ما الذي ينبغي تجنبه؟

لننتقل إلى النقطة الحرجة: ما هي الدهون التي تُهدد سلامتك؟ هناك نوعان يبرزان كأخطر أنواع الدهون في الجسم:

  • الدهون الحشوية: تتراكم حول الأعضاء الداخلية، تفرز مواد كيميائية تُسبب التهابات مزمنة، مما يزيد مخاطر السكري، أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
  • الدهون المتحولة: تُوجد في الأطعمة المصنعة مثل المقليات والمخبوزات، ترفع الكوليسترول الضار وتُخفض النافع، مما يُعرض الشرايين للخطر.

الدهون المشبعة وغير المشبعة: مقارنة واضحة

لنأخذ خطوة أعمق لفهم الدهون بناءً على تركيبها الكيميائي. يُمكن تصنيف الدهون الغذائية إلى أنواع رئيسية:

  • الدهون المشبعة: تُوجد في اللحوم ومنتجات الألبان، صلبة في درجة حرارة الغرفة، والإفراط فيها قد يرفع الكوليسترول الضار.
  • الدهون غير المشبعة: تشمل الأحادية (مثل زيت الزيتون) والمتعددة (مثل أوميغا-3 في الأسماك)، سائلة في درجة حرارة الغرفة، وتُساعد في تحسين صحة القلب.
  • الدهون المتحولة: تُوجد في الأطعمة المصنعة، وتُعد الأكثر ضرراً لأنها تُؤثر سلباً على توازن الكوليسترول.

اختيار الدهون غير المشبعة بدلاً من المشبعة أو المتحولة يُمثل خطوة ذكية نحو صحة أفضل.

 

كيف تعرف نوع الدهون في جسمك؟

لمعرفة أنواع الدهون في الجسم وتوزيعها، هناك عدة أدوات وطرق يمكن الاعتماد عليها:

  • فحوصات الدم: تُقيس مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول (LDL وHDL)، ويُوصى بإجرائها بانتظام، خاصة بعد سن الأربعين.
  • قياس محيط الخصر: إذا تجاوز 102 سم للرجال أو 88 سم للنساء، فقد يُشير إلى زيادة الدهون الحشوية.
  • التصوير الطبي: مثل التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي، يُوفر صورة دقيقة لتوزيع الدهون الحشوية.
  • تحليل تكوين الجسم: باستخدام أجهزة مثل DEXA أو موازين التحليل الحيوي، يُمكن قياس نسبة الدهون الكليّة وتوزيعها.

هذه الطرق تُعطيك صورة واضحة، لكن ماذا عن الدهون من منظورها الكيميائي

 

مستويات الدهون الطبيعية: متى تقلق؟

من الضروري معرفة النطاقات الطبيعية لأنواع الدهون المختلفة في الجسم:

  • الدهون الثلاثية: أقل من 150 ملغ/ديسيلتر (طبيعي)، 200-499 ملغ/ديسيلتر (مرتفع).
  • الكوليسترول الكلي: أقل من 200 ملغ/ديسيلتر (مثالي).
  • LDL (الضار): أقل من 100 ملغ/ديسيلتر (مثالي).
  • HDL (النافع): أكثر من 60 ملغ/ديسيلتر (مثالي).

النتائج خارج هذه النطاقات قد تتطلب تدخلاً طبياً أو تغييرات في نمط الحياة.

 

مضاعفات تراكم الدهون الزائدة

تراكم أنواع الدهون في الجسم، خاصة الحشوية، قد يُؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:

  • متلازمة التمثيل الغذائي: تجمع بين ارتفاع ضغط الدم، السكري، وزيادة الدهون الحشوية.
  • التهاب الكبد الدهني: تراكم الدهون في الكبد، مما قد يُؤدي إلى تليفه.
  • أمراض القلب والأوعية: نتيجة تصلب الشرايين الناتج عن ارتفاع LDL.

نصائح عملية لإدارة الدهون في الجسم

الآن، بعد أن تعرفنا على أنواع الدهون في الجسم والفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول، إليك بعض النصائح العملية لإدارتها:

  • تناول أطعمة غنية بالدهون الصحية، مثل الأسماك، المكسرات، وزيت الزيتون.
  • قلل من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الدهون المتحولة، مثل الوجبات السريعة.
  • مارس الرياضة بانتظام لتقليل الدهون الحشوية وزيادة الكوليسترول النافع.
  • أجرِ فحوصات دورية لمراقبة مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول.

 

كيفية التخلص من الدهون الزائدة في الجسم 

  • التغذية الصحية المتوازنة

قلل من السكريات والكربوهيدرات المكررة: مثل المشروبات الغازية، الحلويات، والخبز الأبيض (تزيد من تخزين الدهون خاصة في منطقة البطن).

ركز على البروتين: يساعد في زيادة الشعور بالشبع وبناء العضلات (مثل البيض، السمك، الدجاج، البقوليات).

اختر الدهون الصحية: مثل الأفوكادو، المكسرات، زيت الزيتون، والأسماك الدهنية (السلمون).

أكثر من الألياف: الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة تُحسّن الهضم وتقلل امتصاص الدهون.

 

تجنب الدهون المتحولة: الموجودة في الأطعمة المصنعة والسريعة.

  • ممارسة الرياضة بانتظام

تمارين الكارديو: مثل المشي السريع، الجري، أو ركوب الدراجة (30-60 دقيقة يوميًا تُحفّز حرق الدهون).

تمارين القوة (رفع الأوزان): تزيد الكتلة العضلية التي تعزز الأيض حتى أثناء الراحة.

تمارين HIIT: (التدريب المتقطع عالي الكثافة) فعّالة في حرق الدهون في وقت قصير.

  •  تعديل نمط الحياة

النوم الجيد: الحرمان من النوم يرفع هرمون الجوع (الجريلين) ويقلل هرمون الشبع (الليبتين).

إدارة التوتر: الإجهاد المزمن يزيد إفراز الكورتيزول الذي يشجع تخزين الدهون.

شرب الماء: 2-3 لتر يوميًا يساعد في التمثيل الغذائي وإزالة السموم.

  •  تجنب الحميات القاسية

الرجيمات السريعة (مثل تلك التي تعد بخسارة 10 كجم في أسبوع) تؤدي إلى فقدان العضلات وليس الدهون، وقد تسبب تأثير اليويو (استعادة الوزن بسرعة).

  •  التدخل الطبي (حسب الحاجة)

عندما لا تكفي التدخلات التقليدية مثل تعديل نمط الحياة أو العلاج الدوائي للتحكم في أنواع الدهون في الجسم، خاصة الدهون الحشوية أو تحت الجلد، يمكن اللجوء إلى تدخلات جراحية أو غير جراحية بناءً على الحالة الصحية. تشمل هذه الخيارات:

  • جراحة تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy): تُزيل حوالي 80% من المعدة، مما يقلل السعة المعدية ويحد من الشهية عبر تقليل إفراز هرمون الجريلين. تُحقق خسارة وزن بنسبة 50-60% من الوزن الزائد خلال 1-2 سنة، لكنها تنطوي على مخاطر مثل نقص التغذية أو التسرب المعدي.
  • جراحة تحويل المسار (Gastric Bypass): تُقلل حجم المعدة وتُغير مسار الأمعاء لتقليل امتصاص السعرات. تُساعد في خفض الدهون الحشوية وتحسين الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول، لكنها قد تُسبب مضاعفات مثل متلازمة الإغراق أو نقص الفيتامينات.
  • الكبسولة الذكية  (Intragastric Balloon): خيار غير جراحي يتمثل في وضع بالون مملوء بمحلول في المعدة لتقليل الشهية. تُحقق خسارة وزن بنسبة 10-15% خلال 6-12 شهراً، مع آثار جانبية محتملة.

يُعتبر اختيار التدخل المناسب قراراً طبياً يعتمد على مؤشر كتلة الجسم، مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول، والحالة الصحية العامة. يُوصى بمناقشة هذه الخيارات مع طبيب مختص لتقييم الفوائد مقابل المخاطر.

 

صحتك تبدأ من فهم جسمك

الدهون ليست مجرد عدو يجب محاربته، بل عنصر حيوي يحتاجه الجسم، لكن السر يكمن في إدارتها بحكمة. من خلال فهم أنواع الدهون في الجسم والفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول، يمكنك اتخاذ قرارات تُعزز سلامتك. ركز على تقليل الدهون الحشوية والمتحولة، واختر الدهون الصحية، ولا تتردد في استشارة طبيبك لمراقبة مستويات الدهون ووضع خطة صحية مخصصة. صحتك تستحق هذا الاهتمام!

 

مقالات ذات صلة