تأثير الوزن الزائد على الركبة ودور جراحات السمنة في العلاج

تُعد السمنة من أبرز العوامل التي تؤثر على صحة الركبة، حيث يتسبب الوزن الزائد في آلام مزمنة وتآكل الغضاريف، مما يقلل من جودة الحياة. في هذا المقال، نستعرض تأثير الوزن الزائد على الركبة، أسباب آلام الركبة الناتجة عن السمنة، وكيف يمكن لإجراءات معالجة السمنة، مثل تكميم المعدة والكبسولة الذكية، أن تكون حلاً فعالاً لاستعادة صحة المفاصل.

 

 ما هو تأثير الوزن الزائد على الركبة؟

الوزن الزائد او السمنة المفرطة تعني تراكم الدهون بشكل أعلى من الحدود الصحية مما يسبب ضغطاً كبيراً على المفاصل وخاصة الركبة. فالركبة هي المفصل الذي يعمل على امتصاص الصدمات أثناء الحركة وتشمل عظم الركبة، الغضاريف والأربطة. وعندما يزداد الوزن يزداد الحمل على هذه التراكب مما يؤدي إلى تآكلها أو التهابها.

 

لماذا تتأثر الركبة بزيادة الوزن؟

 

  •  الضغط الميكانيكي: كل كيلوغرام إضافي يضاعف الحمل على الركبة بمقدار 35 أضعاف أثناء المشي أو صعود السلالم.
  •  التهاب المفاصل: الوزن الزائد يسبب إفراز مواد التهابية تؤثر على الغضاريف.
  •  اختلال المحاذاة: قد تؤدي السمنة إلى انحراف الركبة، مما يزيد من الإجهاد على الأربطة.

 

 هل زيادة الوزن تسبب ألم في الركبة؟

نعم، يظهر  تأثير الوزن الزائد على الركبة غالباً على شكل ألم مزمن أو متقطع. هذا الألم قد يبدأ خفيفاً لكنه يتفاقم مع الوقت إذا لم يُعالج السبب الرئيسي، أي السمنة. 

تشمل الأعراض المصاحبة:

تأثير الوزن الزائد على الام الركبة

1. تورم المفصل: نتيجة التهاب أو تراكم السوائل.

2. صعوبة الحركة: مثل صعود السلالم أو الجلوس لفترات طويلة.

3. الخشونة: تآكل الغضروف يسبب احتكاك العظام، مما يؤدي إلى ألم حاد أو صوت "طقطقة".

 

 العلاقة بين السمنة وخشونة الركبة

الخشونة (التهاب المفاصل العظمي) هي حالة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوزن الزائد. السمنة تسرّع تآكل الغضروف، مما يجعل الركبة أكثر عرضة لهذه الحالة. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة بنسبة 4 أضعاف مقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي.

 

 تأثير زيادة الوزن على الجسم

لا يقتصر  تأثير الوزن الزائد على الركبة على المفصل نفسه، بل يمتد إلى أنظمة الجسم المختلفة، مما يزيد من تعقيد المشاكل الصحية. تشمل التأثيرات:

 

 1. الجهاز العضلي الهيكلي

 زيادة الضغط على الركبتين، الكاحلين، والعمود الفقري.

 ضعف العضلات المحيطة بالركبة بسبب الإجهاد المستمر.

 

 2. الجهاز الدوري

تزيد السمنة من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، مما يؤثر على تدفق الدم إلى المفاصل.

وبالتالي ضعف الدورة الدموية يبطئ شفاء إصابات الركبة.

 

 3. الالتهابات المزمنة

 الأنسجة الدهنية تفرز مواد كيميائية تُعرف بـ"السيتوكينات"، والتي تسبب التهابات مزمنة تؤثر على المفاصل.

 

 4. الصحة النفسية

 ألم الركبة المزمن قد يقلل من النشاط البدني، مما يزيد الوزن ويؤثر على الصحة النفسية، مثل الشعور بالاكتئاب.

 

 دور جراحات السمنة في تقليل تأثير الوزن الزائد على الركبة

للتخلص من تأثير الوزن الزائد على الركبة، يُعد علاج السمنة الخطوة الأكثر فعالية. في الحالات التي لا تستجيب فيها التغييرات في نمط الحياة (مثل النظام الغذائي والرياضة) بالشكل المطلوب، تُعتبر جراحات السمنة حلاً فعالاً وطويل الأمد. هذه الجراحات تساعد على فقدان الوزن بشكل كبير، مما يقلل الضغط على الركبة ويحسن صحة المفاصل.

 

 أنواع جراحات السمنة الموصى بها

1. تكميم المعدة:

    تُعرف أيضاً بـ"قص المعدة"، وهي عملية تُقلص حجم المعدة بنسبة 70-80%.

    تساعد على تقليل كمية الطعام المتناولة والشعور بالشبع بسرعة.

    تؤدي إلى فقدان 70-80% من الوزن الزائد خلال 12-18 شهراً، مما يخفف الضغط على الركبة بشكل كبير.

    مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى من 35 مع مشاكل صحية مثل ألم الركبة.

تعرف اكثر على:  عملية تكميم المعدة

 

2. الكبسولة الذكية:

    خيار غير جراحي يتضمن ابتلاع كبسولة قابلة للنفخ تُملأ في المعدة لتقليل سعتها.

    تساعد على الشعور بالشبع وتقليل الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن تدريجياً.

    مثالية للأشخاص الذين يعانون من زيادة وزن معتدلة (BMI بين 30 و35) ويرغبون في تجنب الجراحة.

    تُزال الكبسولة بعد عدة أشهر، وتساعد على تحسين صحة المفاصل من خلال تقليل الوزن.

محتوى ذو صلة: ماهي كبسولة المعدة للتنحيف

 فوائد جراحات السمنة للركبة

  •  تقليل الألم: فقدان الوزن يخفف الضغط على الغضاريف والأربطة، مما يقلل من ألم الركبة.
  •  تحسين الحركة: مع انخفاض الوزن، يصبح المشي وصعود السلالم أسهل.
  •  إبطاء تطور الخشونة: تقليل الوزن يحمي الغضاريف من التآكل السريع.
  •  تحسين الصحة العامة: تقليل مخاطر أمراض القلب والسكري، مما يعزز شفاء المفاصل.

 

نصائح مكملة لعلاج السمنة وحماية الركبة

بالإضافة إلى جراحات السمنة، يمكن اتباع الخطوات التالية لتعزيز صحة الركبة:

الوقاية من الام الركبة

1. النظام الغذائي الصحي:

    تناول وجبات غنية بالبروتين، الخضروات، والحبوب الكاملة.

    تقليل الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.

 

2. التمارين الرياضية المناسبة:

    اختيار تمارين منخفضة التأثير مثل السباحة أو ركوب الدراجات.

    تقوية عضلات الساق لدعم الركبة.

 

3. العلاج الطبيعي:

    تحسين مرونة الركبة وتقليل التورم من خلال جلسات العلاج الطبيعي.

 

4. استشارة طبيب مختص:

    مناقشة خيارات جراحات السمنة مع جراح مختص لتحديد العلاج المناسب.

 

 الوقاية من مشاكل الركبة المرتبطة بالوزن الزائد

الوقاية هي الخطوة الأولى لتجنب تأثير الوزن الزائد على الركبة. تشمل الإجراءات الوقائية:

 

  •  الحفاظ على وزن صحي: مراقبة مؤشر كتلة الجسم (BMI) ضمن النطاق الطبيعي (18.524.9).
  •  النشاط البدني: ممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين المعتدلة.
  •  ارتداء أحذية مريحة: لتقليل الضغط على الركبة أثناء الحركة.
  •  فحوصات دورية: للكشف المبكر عن أي مشاكل في المفاصل.

 

يمثل الوزن الزائد تحدياً كبيراً لصحة الركبة، لكن علاج السمنة يمكن أن يغير حياتك. من خلال جراحات السمنة أو تغييرات نمط الحياة، يمكنك تقليل آلام الركبة وتحسين حركتك. ابدأ رحلتك نحو صحة أفضل اليوم

تواصل مع الدكتور علي الشيخ اخصائي الجراحة العامة والتنظيرية وجراحة السمنة للحصول على استشارة مجانية واكتشف الخيار الأنسب لك.

 

مقالات ذات صلة