سرطان الثدي واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، ويُعتبر من التحديات الصحية التي تتطلب وعياً وتثقيفاً مستمرين.
في هذا المقال، سنتناول كافة جوانب سرطان الثدي، من الأعراض وطرق العلاج حتى الكشف المبكر عن سرطان الثدي ، وأهم الخرافات الشائعة حوله.
سرطان الثدي الحميد والخبيث
من المهم أن تعلمي أن ليست كل الأورام خبيثة، فمعظمها تبقى حميدة دون أن تتحول الى سرطان.
يوجد بعض العوامل التي تؤثر على تحول الورم الحميد الى سرطان مثل التاريخ العائلي والعامل الصحي وغيرها من العوامل.
سرطان الثدي الحميد هو نوع من الأورام -غير السرطانية - التي تتشكل في أنسجة الثدي.
أعراض سرطان الثدي الحميد:
- كتلة في الثدي: غالباً ما تكون غير مؤلمة وتتحرك بسهولة تحت الجلد.
- تغيرات في شكل الثدي: مثل انتفاخ أو تغير في الحجم أو الشكل.
- إفرازات من الحلمة: قد تكون شفافة أو حليبية.
- ألم في منطقة الثدي: شعور خفيف أو انزعاج لا يرتبط بالحيض.
- على الرغم من أنها لا تشكل تهديداً مباشراً للحياة، من المهم متابعة هذه الأعراض واستشارة الطبيب لتجنب أي مضاعفات
أعراض سرطان الثدي الخبيث:
يُعتبر سرطان الثدي الخبيث أكثر خطورة لقدرته على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم و تشمل أعراضه
- كتلة صلبة في الثدي أو تحت الإبط: عادة ما تكون غير مؤلمة وثابتة.
- تغير في شكل أو حجم الثدي: تضخم أو انكماش غير طبيعي.
- تغيرات في الجلد: احمرار، تقشر، أو تجعد الجلد فوق الثدي.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة: قد تكون دموية أو صافية.
- آلام مستمرة في الثدي أو الحلمة: حتى بعد انتهاء الدورة الشهرية.
طرق علاج سرطان الثدي الخبيث:
تعتمد طرق علاج سرطان الثدي على المرحلة التي وصل إليها المرض ومدى انتشاره.
من أهم الطرق المتبعة في العلاج:
- الجراحة: إزالة الورم أو حتى الثدي بالكامل في الحالات المتقدمة.
- العلاج الكيماوي: استخدام الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: توجيه أشعة قوية لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني: يستهدف هرمونات معينة تقلل نمو الخلايا السرطانية.
فترة علاج سرطان الثدي
تختلف فترة العلاج بشكل كبير بناءً على نوع السرطان ومرحلة التشخيص والعلاج المستخدم.
قد تمتد فترة العلاج من عدة أشهر إلى سنة أو أكثر، وتشمل مراحل مختلفة.
من المهم متابعة العلاج بانتظام للحصول على أفضل النتائج.
كيف يتم تحديد مرحلة سرطان الثدي؟
تحديد مرحلة سرطان الثدي يعتمد على عدة عوامل ويشمل استخدام أنظمة تصنيف متعددة، منها نظام TNM الذي يقوم بتقييم ثلاثة جوانب رئيسية:
- T)Tumor): يشير إلى حجم الورم الأساسي ومدى انتشاره في الثدي والأنسجة المجاورة.
- N) Nodes): يحدد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة، مثل تلك الموجودة تحت الإبط.
- M) Metastasis): يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم (انتشار بعيد).
بعد تقييم هذه العوامل، يتم تصنيف سرطان الثدي إلى مراحل مرقمة من 0 إلى 4
يتم تحديد المرحلة باستخدام اختبارات متعددة مثل الأشعة السينية، والماموجرام، والفحوصات المخبرية، والخزعات.
مراحل تطور سرطان الثدي:
يتم تصنيف مراحل سرطان الثدي إلى خمس مراحل رئيسية، من المرحلة 0 (غير الغازية) إلى المرحلة 4 (المتقدمة).
كلما كانت المرحلة متقدمة، زادت صعوبة العلاج وقلت فرص الشفاء الكامل، تختلف مراحل سرطان الثدي بالشكل ومدى الانتشار وهي باختصار:
- المرحلة 0: سرطان غير غازي يقتصر على القنوات أو الفصيصات.
- المرحلة 1: حجم الورم صغير ولم ينتشر إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة 2: حجم الورم أكبر أو انتشار محدود إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة 3: الورم أكبر وقد انتشر إلى العقد الليمفاوية بشكل أكبر.
- المرحلة 4: السرطان انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العظام أو الرئتين. وهي أخطر مراحل سرطان الثدي
أشكال سرطان الثدي
يوجد أنواع مختلفة من سرطان الثدي تتفاوت من حيث الشدة والتأثير:
- سرطان القنوات الغازية: الأكثر شيوعاً، يبدأ في قنوات الحليب.
- سرطان الفصيص الغازي: يبدأ في الفصيصات ويمتد إلى الأنسجة المحيطة.
- سرطان الثدي الثلاثي السلبي: نوع نادر ولكنه أكثر عدوانية ويصعب علاجه.
هل سرطان الثدي مميت؟
مع تقدم التقنيات الطبية والعلاج المبكر، أصبحت فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة أعلى بكثير مما كانت عليه من قبل، خاصة إذا تم الكشف عنه في المراحل الأولى.
الكشف المبكر عن سرطان الثدي وأهميته
الكشف المبكر هو المفتاح الأساسي لزيادة فرص الشفاء. تشير الدراسات إلى أن الفحص المبكر يزيد من نسب الشفاء إلى أكثر من 90% في الحالات التي يتم اكتشافها في المراحل الأولى. يُوصى بالفحص الذاتي المنتظم وإجراء فحص الماموجرام الدوري للنساء بعد سن الـ 40، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي مع سرطان الثدي.
متى يجب البدء بالكشف المبكر؟
من المهم أن تبدأ النساء في إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في وقت مبكر وخصوصاً:
- النساء في سن 40 عاماً وما فوق: يُنصح بإجراء الفحص السنوي بالماموغرام بدءاً من سن الأربعين، مع ضرورة التشاور مع طبيبهن حول الحاجة إلى الفحص المبكر بناءً على عوامل الخطر الشخصية.
- النساء ذات التاريخ العائلي أو عوامل الخطر العالية: يُفضل بدء الفحوصات في سن مبكرة، عادةً في أوائل الثلاثينيات أو حتى في سن العشرين، حسب توصيات الطبيب.
طرق الكشف عن سرطان الثدي:
أولاً: الكشف بالماموغرام:
ما هو اختبار الماموغرام ولماذا يستخدم؟
أهم طريقة للكشف عن سرطان الثدي هو اختبار الماموغرام وهو فحص بالأشعة السينية يُستخدم لتصوير الثديين، ويهدف إلى الكشف عن أي تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى وجود سرطان الثدي.
يستخدم الماموغرام عادة لـ:
- الكشف المبكر: يساعد في اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة قبل ظهور الأعراض.
- التشخيص: يستخدم لتحديد طبيعة الكتل أو التغييرات التي قد تظهر في الثدي.
- المراقبة: يتم استخدامه لمراقبة أي تغييرات في الثدي لدى النساء اللواتي تم تشخيصهن بالفعل أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع السرطان.
ما شروط الفحص بالماموغرام؟
هناك بعض الشروط والإرشادات التي يجب مراعاتها قبل إجراء فحص الماموغرام:
- توقيت الفحص: يُفضل إجراء الماموغرام بعد انتهاء الدورة الشهرية، حيث تكون الثديين أقل حساسية.
- تجنب استخدام مستحضرات العناية: يجب تجنب استخدام مزيلات العرق أو الكريمات أو العطور على منطقة الثدي قبل الفحص، حيث قد تؤثر على النتائج.
- إبلاغ الطبيب عن أي تغييرات: ينبغي إبلاغ الطبيب بأي كتل أو تغييرات غير طبيعية في الثدي قبل الفحص.
- المعلومات الطبية: يجب على المريض توفير معلومات حول التاريخ الطبي الشخصي والعائلي، بما في ذلك أي حالات سابقة من سرطان الثدي أو أمراض الثدي.
ثانياً: الفحص المنزلي لسرطان الثدي
يمكن أن يساعد الفحص المنزلي النساء في الكشف عن أي تغيرات في الثدي بشكل مبكر.
خطوات الفحص الذاتي تتضمن:
- الوقوف أمام المرآة: ملاحظة أي تغير في الشكل أو الحجم.
- التحسس بالأصابع: الشعور بأي كتلة أو تصلب غير طبيعي.
- التحقق من الإفرازات: أي إفراز غير طبيعي من الحلمة.
عوامل تؤثر على الاصابة بسرطان الثدي وأشياء يجب تجنبها للوقاية منه
من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي مع المرض.
- العمر: يزيد خطر الإصابة مع التقدم في العمر.
- نمط الحياة غير الصحي: كالتدخين، وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغني بالدهون.
-
الهرمونات: استخدام العلاج الهرموني لفترات طويلة.
للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، يُنصح باتباع نمط حياة صحي يتضمن:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضروات والفواكه.
- الامتناع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
خرافات شائعة حول سرطان الثدي
-
سرطان الثدي يصيب النساء فقطالحقيقة هي أن سرطان الثدي يمكن أن يصيب الرجال أيضاً، رغم أنه نادر الحدوث.
-
إذا لم يكن هناك تاريخ عائلي، فأنت في مأمنرغم أن العوامل الوراثية تزيد من خطر الإصابة، إلا أن معظم حالات سرطان الثدي تحدث لدى النساء اللواتي ليس لديهن تاريخ عائلي مع المرض.
-
الكتل المؤلمة تعني دائماً سرطان الثديليس كل كتلة في الثدي تدل على وجود سرطان، كما أن السرطانات المبكرة غالباً ما تكون غير مؤلمة.
-
استخدام مزيلات العرق يسبب سرطان الثديلم تثبت أي دراسات علمية قوية وجود صلة بين استخدام مزيلات العرق وسرطان الثدي.
-
الفحص الذاتي كافٍ للكشف عن سرطان الثديالفحص الذاتي مهم لكنه ليس كافياً؛ يجب على النساء إجراء فحوصات طبية دورية مثل الماموجرام للكشف المبكر.
يجب ألا ننسى أن رحلة علاج سرطان الثدي ليست جسدية فقط، بل نفسية أيضاً. الدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز روح المريضات ومساعدتهن على اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
الإصابة بسرطان الثدي ليست نهاية المطاف، لكنها تتطلب وعياً وإرادة قوية لمواجهته
كوني بأمان، ولا تهملي الفحص، فالكشف المبكر عن سرطان الثدي يمكن أن يوفر عليك شهوراً من العلاج وساعات من الألم.