تفتيت حصوات المرارة بالمنظار

يعاني العديد من الأشخاص من آلام البطن والمغص المفاجئ دون أن يعرفوا أن السبب قد يكون حصوات المرارة.

ولحسن الحظ  أصبح تفتيت حصوات المرارة بالمنظار خياراً فعالاً وآمناً لعلاج هذه الحالة دون الحاجة للجراحة التقليدية. حيث يساعد في التخلص من الحصى بطريقة دقيقة وبأقل تدخل ممكن، مما يسرّع من الشفاء ويقلل من المضاعفات.

في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل كيفية تفتيت الحصوات بالمنظار، ما الأسباب التي تؤدي لتكوّنها، العلامات التي تشير إلى وجودها، وأخيراً المضاعفات التي قد تنتج عنها إن لم يتم علاجها في الوقت المناسب.

ما هي حصوات المرارة؟

حصوات المرارة عبارة عن تكتلات صلبة تتكوّن داخل المرارة ( وهي عضو صغير يقع تحت الكبد وظيفته تخزين العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون). 

تتكون هذه الحصوات عندما يحدث خلل في تركيبة العصارة الصفراوية، مثل زيادة نسبة الكوليسترول أو البيليروبين، أو بسبب بطء تفريغ المرارة. 

تختلف الحصوات في الحجم، فقد تكون صغيرة بحجم حبة الرمل أو كبيرة بحجم كرة الغولف. في كثير من الحالات لا تسبب أي أعراض وتُكتشف بالصدفة، لكن أحياناً قد تؤدي إلى ألم حاد أو مشاكل في الجهاز الهضمي إذا أغلقت مجرى العصارة.

 

أنواع حصوات المرارة

تنقسم حصوات المرارة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف حسب مكوناتها و أسباب تشكلها:

  1. حصوات الكوليسترول

    وهي الأكثر شيوعاً، وتتكوّن بشكل رئيسي من الكوليسترول غير المذاب. لونها أصفر مائل للأخضر، وترتبط بعوامل مثل السمنة، ونمط الغذاء الغني بالدهون، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

  2. الحصوات الصبغية (Pigment Stones)

    تتكون من مادة تُسمى البيليروبين، تنتج عن تكسر خلايا الدم الحمراء. تكون هذه الحصوات داكنة اللون، وقد تظهر أكثر عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة أو فقر الدم المنجلي.

  3. الحصوات المختلطة

    مزيج من الكوليسترول والبيليروبين وأملاح الكالسيوم. هذا النوع يظهر غالباً لدى الأشخاص المصابين بعدوى في الجهاز الصفراوي أو التهابات متكررة في المرارة.

     

معرفة نوع الحصوة يساعد الطبيب في اختيار العلاج الأنسب، سواء كان تفتيت الحصوات، أو استئصال المرارة، أو متابعة الحالة دون تدخل.

تفتيت حصوات المرارة

ما هي علامات حصوات المرارة؟

معرفة العلامات المبكرة لحصوات المرارة يساعد في التشخيص السريع وتحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى تفتيت حصى المرارة بالمنظار أو أي إجراء آخر. في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض واضحة، وتُكتشف الحصوات صدفة أثناء الفحوصات.

لكن في حال ظهرت الأعراض، فإن أبرزها يشمل:

  • ألم مفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وقد يمتد إلى الكتف أو الظهر.
  • غثيان أو تقيؤ، خاصة بعد تناول وجبة دسمة.
  • انتفاخ أو شعور بالامتلاء بعد الأكل.
  • تغير لون البول أو البراز.
  • اليرقان في حال انسداد القنوات الصفراوية.

     

في حال الشعور بهذه الأعراض، من الأفضل مراجعة الطبيب فوراً لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء مثل تفتيت حصوات المرارة بالمنظار أو خيارات أخرى.

كيف يتم تشخيص حصوات المرارة؟

عادةً ما يبدأ تشخيص حصوات المرارة من خلال تقييم الأعراض التي يصفها المريض، مثل ألم البطن بعد تناول الطعام أو الشعور بالغثيان. بعد ذلك، يطلب الطبيب فحوصات تصويرية للتأكد من وجود الحصوات وتحديد حجمها وموقعها، وأبرز هذه الفحوصات:

  • الالتراساوند (الموجات فوق الصوتية): هو الفحص الأكثر استخداماً، ويُظهر صورة واضحة للمرارة ويمكنه الكشف عن وجود الحصوات بدقة عالية.

  • الأشعة المقطعية (CT Scan): تُستخدم أحياناً في الحالات المعقدة للكشف عن مضاعفات مثل الالتهاب أو الانسداد.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي الصفراوي (MRCP): يُستخدم لتقييم القنوات الصفراوية ومعرفة ما إذا كانت هناك حصوات عالقة فيها.

  • فحوصات الدم: تساعد في تقييم وجود التهاب، أو ارتفاع في إنزيمات الكبد، أو علامات انسداد القنوات الصفراوية.

     

بناءً على نتائج التشخيص، يحدد الطبيب ما إذا كان العلاج يتطلب تفتيت حصى المرارة بالمنظار، استئصال المرارة، أو الاكتفاء بالمراقبة.

 

ما هي أسباب تكون حصوات المرارة؟

قبل أن نناقش طرق العلاج مثل تفتيت حصوات المرارة بالمنظار، من المهم فهم الأسباب التي تؤدي لتكوّن هذه الحصوات:

  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في العصارة الصفراوية.

  • زيادة البيليروبين الناتج عن أمراض الكبد أو فقر الدم.

  • قلة الحركة أو الصيام لفترات طويلة، مما يؤدي إلى بطء في إفراغ المرارة.

  • السمنة أو فقدان الوزن السريع.

  • العوامل الوراثية وتاريخ العائلة المرضي.

     

من الجدير بالذكر أن النساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة من الرجال، خاصة في حالات الحمل أو استخدام موانع الحمل الهرمونية.

 

ما هي مضاعفات حصوات المرارة؟

في حال لم يتم علاج الحصوات في الوقت المناسب، سواء عبر تفتيت حصى المرارة أو أي وسيلة أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى عدد من المضاعفات الخطيرة التي قد تتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً. من أبرز هذه المضاعفات:

  • التهاب المرارة الحاد: حيث تصبح المرارة ملتهبة بسبب انسداد القناة بالحجارة، مما يسبب ألماً حاداً وارتفاعاً في درجة الحرارة.

  • انسداد القنوات الصفراوية: قد تؤدي الحصوات الكبيرة إلى انسداد يمنع تدفق العصارة الصفراوية إلى الأمعاء، مما يسبب اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).

  • التهاب البنكرياس: إذا انتقلت الحصوة وسدت القناة المشتركة بين المرارة والبنكرياس، قد يؤدي ذلك إلى التهاب حاد في البنكرياس.
  • خراج أو انفجار المرارة: وهي حالة نادرة لكنها مهددة للحياة.

تفادي هذه المضاعفات يبدأ بالتشخيص المبكر والتدخل المناسب مثل تفتيت حصوات المرارة بالمنظار، الذي يُعتبر أحد الأساليب الفعالة لتجنب الجراحة في الكثير من الحالات.

تفتيت حصى المرارة بالمنظار

كيفية تفتيت حصى المرارة بالمنظار

تفتيت حصى المرارة بالمنظار هو إجراء طبي يستخدم فيه الطبيب أنبوباً رفيعاً ومرناً يُدخل عبر الفم ويُوجَّه إلى القنوات الصفراوية باستخدام كاميرا صغيرة. تُعرف هذه الطريقة باسم "المنظار الداخلي" أو "المنظار الصفراوي". في حال كانت الحصوة كبيرة أو عالقة في القناة الصفراوية، يمكن استخدام أدوات خاصة عبر المنظار لتفتيتها إلى أجزاء صغيرة، مما يسهل مرورها أو سحبها خارج الجسم.

أحياناً يتم استخدام تقنية تُعرف بالموجات الصوتية أو الليزر لتفتيت الحصوات الصلبة إلى قطع صغيرة. تختلف طريقة التفتيت حسب حجم ومكان الحصوة، وكذلك حسب حالة المريض الصحية العامة. يتميز هذا الإجراء بأنه أقل ألماً من الجراحة التقليدية، ولا يتطلب إقامة طويلة في المستشفى.

تُعد هذه الطريقة مثالية للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة لأسباب صحية، أو في الحالات التي تتجمع فيها الحصوات في القنوات الصفراوية مسببة انسداداً أو التهابات.

إنّ تفتيت حصوات المرارة بالمنظار يُعد حلاً فعالاً وآمناً للعديد من المرضى الذين يعانون من الحصوات دون الحاجة للجراحة المفتوحة. يعتمد نجاح هذا الإجراء على التشخيص المبكر ومعرفة أسباب تكون الحصوات، مثل العوامل الوراثية ونمط الحياة، بالإضافة إلى التعرف على العلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود مشكلة.

إذا تُركت الحصوات دون علاج، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل التهابات و انسداد القنوات الصفراوية، لذا فإن المتابعة الطبية والتدخل السريع ضروريان للحفاظ على صحة المريض. إن كنت تعاني من أي أعراض مشابهة لما ذكرناه، فلا تتردد في استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان تفتيت حصى المرارة بالمنظار مناسباً لحالتك.

مقالات ذات صلة